سر الرسالة المجهولة (واقعية)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم وزد وبارك على رسول الله وآله ا[طهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة





كتبت لكم هذه القصة لا من وحي خيالي .. كما في المرة السابقة .. بل من الواقع ... كي يتخيل القارئ ... هنا عمق التجربة .. وصعوبة الموقف الذي مريت أنا فيه .. ويشعر بما شعرت هذه البنت التي سأروي قصتها ...



منذ عام تقربا وصلتني رسالة عبر أيملي .. ولم أكن اعلم مصدرها.. قرأت فيه هذه السطور القليلة المؤثرة (( أنني أحتاج إلى مساعدة فهل من أحد يساعدني؟ ساعدوني فليس لي أحد ؟؟!))
اهتزت يدي .. وتسمرت عيناي على شاشة جهازي .. يا ترى .؟ من صاحب هذه الرسالة ؟ ومن أين يعرفني ؟
أهو رجل أم امرأة ؟؟ دار رأسي .. وشعرت بالمغص .. بعد تفكير عميق قررت أن أساعد هذا الشخص بقدر ما أستطيع وأن كان الأمر بيدي لن اتردد .
في نفس اليوم رسلت رسالة على نفس عنوان الرسالة اللي وصلت منه وهكذا نص فيها:
(( من تكون وأي نوع من المساعدة تريد ..؟ ان كنت أستطيع فلن ابخل بالمساعدة .. أنا في الانتظار الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ))

ولا أخفي عليكم مشاعري.. شعرت كأني فوق موج البحار.. وشعرت أن ما بيني وبين الجنون شعرة ..
أرسلتها وأنا أشعر بخوف شديد .. أهو من الشخص المجهول ؟ أو خوف من المساعدة ؟ أو خوف من المواجهة ؟
في نفس الليلة .. وعند الموعد .. التقيت بالشخص .. بعد ما أضفته عندي ودار الحوار التالي :
بنت شاعر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. من قلقي الزائد وتوتري الغامض.. وقفت أصابعي عن الكتابة لدقائق.. ليتكلم الشخص عن نفسه


" في الحقيقة أنا بنت أبلغ من العمر 16عاماً .. ومشكلتي في الواقع ..أنني ... أأأ ..أقصد ..لا أعلم كيف أعبر ..
قاطعتها : تكلمي فأنا بنت مثلك .. سأفهمك .. قولي لا تخافي وأتمنى أن أساعدك بقدر ما أستطيع وبقدر ما في يدي.
البنت: شكراً لكي، كثيراً على هذا الفرصة التي أعطيتني إياها ..الإحراج يسيطر علي .. ولكن سأقول ما يحمل قلبي لعلي أجد جواب يشفي جروحي..
آه يا أختاه.. أحببت شاباً يبلغ 23 عاماً وتكونت بيننا علاقة حب متينة تعلقت به كثيراً صدقيني ومشيت معه كما يريد لم أخونه أو أغدر به فلقد أحببته بكل جوارحي وعواطفي ورسمت معه أحلاماً وردية وليالي سرمدية وشعرت بأنه بالنسبة لي كل شئ .. أتعلمين لماذا أنا في كل هذا؟
وأظن أن خطر في بالك أين أهلها عنها صح؟
سأقول لك : أبي طلق أمي .. وتزوجت أمي ولم ترغب بوجدي في بيتها .. لقد أرادت أن تتفرغ الى زوجها أولادها الجدد .. وأبي على نفس النهج سار .. تزوج بأخرى ولم تكن زوجته أقل قسوة من أمي تعاملني بسوء وتكره وجودي .. مع أبي وتمقتني بشدة .مع أني أعاملها بكل أحترام كونها زوجة أبي .. فلقيت هذا الشاب أمامي صدفة . شعرت بأنه أنتشلني من أحزاني وهمومي .. وعدني بأن يكون لي كل شئ .. ويعوضني عن كل الذي أفتقدته في حياتي . واستمرت علاقتنا سنة وسبعة شهور .. لقد رحل ولا أعلم أين هو الآن ؟ رحل بعد ما كان لي الأم والأب والحبيب
قاطعتها والخوف يغمرني : أختاه .. هل .. أقصد ... هل أرتكبتي غلظة معه .. أو .. ؟ هل فهمتي قصدي ..
" أستمر الصمت بيننا حوالي 10دقائق .. فاعلمت بأن هناك شيئاً وبأن حدسي في مكانه .. وبأن ما كنت اتوقعه هو فعلاً
جاوبتني ... بجواب مرتبك معثر .. متقطع العبر ..
البنت: للأسف يا أختـــــاه نعم .. وليتني لم أعرفه ولأم أراه ولم .. في ساعة لا يفيد فيها التمني والندم .. أنني أتعذب كثيراً صدقيني .. وأشعر بأن كائنا يعيش معي وأنني أخاف من المستقبل وما يخفي لي ,, ساعدني أرجوك .. أستحلفك بكل ما هو غال ً عندك .. لا تتخلي عني فليس لي أحد وأنتي وجدتك هبة ً من الله تعالى كي ينتشلني من مشكلة عضال. أرهقتني وأتعبت فكري


( أخواني وأخواتي )
لا أكذب عليكم فلقد وضعتني هذه البنت في موقف لا أحسد عليه .. ماذا يمكنني أن أعمل لها وماذا يمكنني أن أقول لها .. هل ألومها وهي التي تحمل من الهموم ما يكفي مدينة .. فلا يفيدها بشئ أبداً .. رقصت الدموع في قلبي .. فأنا في هذه المواقف ينكسر قلبي وتنجرح مشاعري ويتمزق قلبي .. نعـــم أنا أنسانة حساسة كثيراً .. حديث البنت كسرني .. وشعرت بأنني ضعيفة ليس بيدي أن أهون عليها ..
كنت أشعر بما هي تشعر .. مع أني والحمد الله .. الحمد الله .. كثيراَ لم أخوض تجربتها ..بل لأني فتاة .. أشعر وأعلم ما تشعر به فتاة من مثل جنسي ...
البنت: أختاه .. أعلم بأنك .. تستحقريني .. وتقولين بينك وبين نفسك لو كنت أعلم ماذا ستقول لما...
قاطعتها: لا أبداً .. لا تقولي ذلك .. أنتي ليس لك ذنب فالذي حصل . سأقول لك وبكل صراحة أهلك هم المسئولون عنك .. ولقد فرطوا ... فيك أي تفريط .. وأصبحت أنتي .. ضحية أهمال أهلك لك .. وكنت محتاجة إلى من يمدك بالحنان والعواطف الحانية ..
ولقد لقيتي ذلك عند هذه الذي أحبيتيــه .. ولكن هو فعل ما فعل ..
لقد أستغل ضعفك وقلة حيلتك .. ولم يراعي طيبة قلبك .. ولكن هل أيميله موجود عندك ..
البنت : نعم
بنت شاعر : أعطيني أياه .. وسوف أعمل جهدي بأقناعه عن فعله وغلظته .. بقدر ما أستطيع .. وبقدر ما يملي علي ضميري كأنسانة .. وأن لم يجدي ذلك أعذريني ليس بيدي شئ وبخلت به عليك وهوناً على نفسك


شكرتني شكرا جزيل .. وتمنت لي الخير والسعادة ولمست في كلماتها الأخيرة بصيص من الأمل .. الذي رمته فوق كاهلي ..
اليوم التالي .. كتبت لهذه الرجل هذه الرسالة
(( بسم الله الرحمن الرحيم . وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين ,
هذه الرسالة تعبر عن موضوعاً هاماً أرجو منك أن لا تهملها ..
أولا: لا أعتقد بأنك ستسمـــح لأي شخص أن يمس شعرة واحدم من أختك .. أو أبنتك سواء كان أمامك أو من وراء ظهرك .. وأن فعل ستكون نهايته حتماً فهل ترضى كرامتك.. وعرضك وشرفك على بنات الناس ؟! جاوب نفسك بصراحة
ثانياَ: الله خلق فيك المشاعر وخلق فيك الضمير والعقل والتفكير .. أين هو ضميرك حين خدعت فتاة لا حول لها ولا قوة ومن ثم رميتها ولم تسأل عنها .. أسألك بالله كيف نمت في الليلة التي سلبت منها أغلى ما تملك .
ثالثاَ:أعلم بأن كما تدين تدان .. وخاف من عقاب ربك يوم نحشر إليه يوم القيامة سوف تحاسب على كل صغيرة وكبيرة أرتكبتها في حقك وحق غيرك .. وتذكر بأن الله على الظالم وبأنه يمهل ولا يهمل ..
أخي راجع نفسك وحاسبها أنظر ماذا اقترفت يداك ..
ما ذنب تلك الفتاة .. التي تخل عنها أهلها .. لكي تقضي أنت عليها .. فهل أنت وأهلها والزمن عليها؟؟
حرامً عليك .. أين الرحمة التي في قلبك أين مشاعرك ؟
أرجع لها فهي تحبك .. وخاف ربك وأستر عليها كي يستر الله عليك في الدنيا والأخرة ..
وبذلك تمحو ذنب عظيم أقترفته في حق أنسانة ..

بعد يومين فقط .......
رسلت لي البنت التي طلبت مني المساعدة بطاقة زواجها من هذا الرجل الذي رسلت له هذا الرسالة .. وشكرتي كثيرأً
وللعلم لقد حضرت زواجها وعندما علمت بأني أنا بنت شاعر أحتضتني والدموع في عينيها

مع خالص تحيـــــــــــــــــ MOMA ــــــــــاتي

مشكور على هذا الموضوع الرائع

تقبل مروري

ولك مني فائق الاحترام والتقدير

تحياتي