أطفالنا ومستنقع الرذيلة
ماذا بقي لأطفالنا من فضائل إذا كانت ألعاب البلاي ستيشن التي نوفرها لهم دون أن نكلف أنفسنا عناء مشاهدة محتواها قبل أن نسلمها لهم، أقول ماذا بقي لأطفالنا من فضائل إذا كانت تلك الألعاب تغرس في شخصياتهم كل قيم الفساد والعربدة واللامبالاة في غفلة منا؟.
أغلب أشرطة البلاي ستيشن – لمن لا يعلم – تعلم أطفالنا قيم الجنس والمخدرات والاستهتار بالقوانين والأنظمة وانتهاك حرمة المقدسات (المساجد والقرآن الكريم) والاساءة إلى الذات الإلهية واستسهال القتل والعنف والتعود على مناظر الدماء وقطع الأعناق وتدمير الممتلكات وعصيان الوالدين والمعلمين ورجال الأمن والتعدي عليهم.
نعم ماذا نتوقع من أطفالنا وهم يتربون على مثل هذه القيم الشاذة والغريبة عن ثقافتهم عبر ألعاب البلاي ستيشن؟ هل نتوقع منهم احترام الذات الالهية والمحافظة على حرمة الأنفس والأموال والأعراض؟ وهل نتوقع منهم الانصياع للأنظمة والقوانين؟ وهل نتوقع منهم احترام الآباء والأمهات والمعلمين ورجال الأمن؟ وهل نتوقع منهم الالتزام بقيم العفة والستر والصدق والإيثار؟ وهل نتوقع منهم أن يحترموا كتاب الله ويوقروه أو أن يحافظوا على بيوت الله ولا يعتدوا عليها؟.
مضامين أشرطة البلاي ستيشن ليست كلها آمنة، فأغلبها تعلم أطفالنا من خلال الترفيه قيم الانحطاط وتنمي لديهم العنف وقلة الأدب ولغة هابطة وممارسات عصابات الاجرام والرذيلة والمخدرات. والغريب أن الآباء والأمهات هم من يشترون أشرطة البلاي ستيشن ولا يكلفون أنفسهم عناء التأكد من سلامة مضامينها قبل أن يضعوها بين أيدي فلذات أكبادهم مع الأسف.
صدقوني أطفالنا يعيشون في عالم غير عالمنا، بل هو عالم غريب علينا وعليهم بفعل المضامين القذرة لأشرطة البلاي ستيشن... أطفالنا يتطبعون بقيم غريبة على منظومة القيم التي نرغب في تنشئتهم عليها... أغلب أشرطة البلاي ستيشن التي نشتريها بأموالنا ونضعها بين أيدي أطفالنا دون تمحيص مسبق تربيهم على استسهال التخنث والشذوذ وفتح الخمارات وارتيادها والاغتصاب وارتكاب الفواحش وتدمير بيوت الله وانتهاك قدسية الذات الإلهية وحرمة القرآن الكريم وممارسة العنف وسوء الأدب مع الوالدين والمعلمين ورجال الأمن وسرقة الأموال والممتلكات وتدميرها وتعاطي المسكرات والمخدرات وتهريبها وترويجها.
لن ألوم وزارة التجارة التي لا تشدد رقابتها على دخول مثل هذه الأشرطة وتسويقها ولن ألوم وزارة الإعلام التي لا تستطيع مراقبة كل محتويات ومضامين أشرطة البلاي ستيشن مع أن كلا الوزارتين مطالبتان بالمشاركة في حماية أطفالنا من مثل هذه الأشرطة القذرة لكنني ألوم في المقام الأول الآباء والأمهات الذين يشترونها بأموالهم ويسلمونها مباشرة لأطفالهم دون مراجعة أو مراقبة لمضامينها.
غريب حقا أن ندمر أخلاق أطفالنا بأموالنا وبأيدينا ثم نتعجب إذا ما صدرت عنهم ممارسات شاذة أو سلوكيات غريبة... فمن هو المجرم الحقيقي يا ترى؟ وأي مستقبل ينتظره مجتمعنا وقد تربى أطفاله على مثل هذه القيم؟.. هذا وللجميع أطيب تحياتي.
المصدر جريدة عكاظ السعودية